تخريج المناط، تنقيح المناط، تحقيق المناط
المبحث الثالث: (تخريج المناط، تنقيح المناط، تحقيق المناط) في أصول الفقه:
يعرف المناط بأنه الوصف الذي يناط به الحكم ومن معانيه (العلة)، ومن المعروف أن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما.
تخريج المناط: وجود حكم شرعي منصوص عليه، دون بيان العلة منه، فيحاول طالب العلم الاجتهاد في التعرف على علة الحكم الشرعي واستخراجه لها، ومثاله: جاء النص على تحرم الخمر، ولكن لم يبين العلة في تحرمه، فاجتهد الفقهاء في استخراج علة تحرم الخمر، وكذلك القول بتحريم الرباء فاجتهد الفقهاء في استخراج علة تحرم الربا.
تنقيح المناط: وجود أوصاف لا يمكن تعليل الحكم بها لأنها أوصاف غير مؤثرة، واستبقاء الوصف المؤثر لتعليل الحكم، وذلك تخليصا لمناط الحكم مما ليس بمناط له، مثاله: الأعرابي الذي جاء إلى الني صلى الله عليه وسلم وأخبره أنه جامع زوجته في نهار رمضان عمدا فأوجب عليه النبي صلى الله عليه وسلم الكفارة. فإيجاب الكفارة حكم شرعي على الأعرابي، والـذي وقع فيه الأعرابي أمور متعددة هي: جماع زوجته، أنه أعرابي، أنه جامع زوجته، أن الجماع لزوجته كان في رمضان، أنه جامع زوجته في نهار رمضان متعمدا. ومن خلال البحث عن العلة المؤثرة في الحكم من بين هذه العلل الخمس نجد أنه لا يصح واحد من تلك الأوصاف أن تكون علة لوجوب الكفارة سوى أن يكون قد جامع في نهار رمضان متعمدا.
تحقيق المناط: وجود تحقق صحة العلة في نفسها التي ثبتت في الحكم الشرعي. مثاله: حديث أبي قتادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في الهرة: “إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات”، فقد صرح النص بالحكم وهو طهارة الهرة وسؤرها، وصرح بالعلة؛ وهي أنها من الحيوانات الأهلية الطوافة في البيت، لكن هل ينطبق الحكم على الفأرة؟ هنا يقوم المجتهد بتحقيق المناط؛ أي يتحقق من وجود العلة في الفرع.
*منقول